لقد اشثهرت المقالة أن من أثمن الأشياء عند ذوي الأرباب السليمة حب بلادهم التي ولدوا فيها وعاشوا على ثراها وأكلوا من الخيرات التي أعطاها الله جل جلاله فيها, وقد وضح أن الله خالق المخلوقات وهو يوافي ويقضي كل ما يحتاجه مخلوقه. فمن أعظم نعم الله على العبد استقراره في بلده آمنا على نفسه وأهله, عابدا ربه, مطيعا لخالقه
وفي قضية محبة البلاد يقول النبي صلى الله عليه وسلم حازنا و مشتاقا عند خطبته في مكة المكرمة : ما أطيبك من بلد, وما أحبك إلي, ولولا أن قومك أخرجواني منك ما سكنت غيرك (رواه الترمذي) ولما أمره الله الهجرة إلى المدينة قال معبرا عن كون المدينة مقر إقامته : اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد (رواه البخاري). فهذان الحديثان دليلان على أهمية حب الوطن, وأن حب الوطن هو أمر عظيم تدعونا الشريعة دعوة قوية لحفظه وإصلاحه لكوننا خليفة في الأرض, وذلك متجل في تعاليم النبي وأقواله وتعامله, وجميع مواقف الخلفاء الراشدين, والصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين
وقد جعل الله حماية الوطن والدفاع عنه جهادا في سبيله, باعتباره موطنا لعبادته عز وجل, وتنفيذ أحكامه, وإقامة دينه, وجعله مكانا آمنا للعباد, ولم يرض لهم القلق والإضطراب والفساد. فقال تعالى
” وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا ۚ وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا ۖ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لَّاتَّبَعْنَاكُمْ ۗ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمَانِ ۚ يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۗ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يَكْتُمُونَ” (سورة آل عمران 167)
أوضح كثير من المحدثين في شرحهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم عن حب الوطن, منهم ابن حجر العسقلاني, قال: “وفي الحديث دلالة على فضل المدينة وعلى مشروعية حب الوطن والحنين إليه” عند بيان حديث النبي “عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلى جدرات المدينة أوضع ناقته وإن كان على دابة حركها من حبها” (فتح الباري لابن حجر 3/136)
وقد أفتى الشيخ محمد هاشم أشعري الجومباني الإندونيسي (وهو مؤسس معهد تبوإرنج ومؤسس جمعية نهضة العلماء بإندونيسيا) أن “حب الوطن من الإيمان”, هذا يفهمنا على أهمية حب الوطن وعلى عدم كمال إيمان أحد لم يحب وطنه, و معنى الحب فيه المحافظة والإصلاح وإدامة الخير من نفحات الإله
فالإنسان مفطور على حب الوطن والحنين إليه والتشوق لكل شيء فيه وحب كل ما يتعلق به وينتمي إليه من الإنسان والحيوان والنبات و الجماد
وعلى كل مما ذكرنا, نرجو أن يجعلنا الله من الذين أحبوا أوطانهم بكل من الطرق والسلوك, ويحفظ أوطاننا وأوطان المسلمين من كل ما يفسدها.ا ه
Penulis merupakan mahasantri semester 5
Editor: Alfiya Hanafiyah